كريم النوايسه

كريم النوايسه

من ذات المدينه التي حولتها كربلاء والنجف الى كربلاء ونجف اخرى ينهض ..كريم النوايسه , الذي أفاق من على مطله البعيد نحو وجوه لفحتها شمس البحث عن رائحة .. صابون كريم النوايسه وأعودته التي يحضرها باكراً ليجبر يداً مكسوره ويوقد من ناره المعروفه فتنهض تلك الأقدام التي كوتها سنوات التعب منصوبه وكأنما لم يصيبها حدث او لم تكن تستطيع الحراك .. فمن صباحات المزار الشقيه , المزار التي تحتضن رائحه جعفر وعبدالله وصهيل خيل مؤته يناجي سفر المدينه التي يصفها (خالد الكركي بالسفر من دمشق الى مؤاب ) اوليست المزار قطعه من مؤاب لمن يناصر مفهوم مؤاب بوحدته المنغلقه عن أخرى المدن والآرياف ...فيتركها وحيده وكأنما ..لا يحق لها السفر في مرثية خالد الكركي ويزجيها بين سفر دمشق ونسرين وشالها الطويل .. كريم النوايسه من هامات القدماء في حضارة المزار , المزار التي تكتوي بنار السياسه فتحولها من مدينه هادئه يكسوها الثلج دون المدن الأخرى الى مدينه تضج (من سياط العبوديه , وتضج من هذه الساحات المنشأه في رحاب المزار القديمه ) التي كما قلت تحولت الى كربلاء ونجف آخر ... ؟! أوليس لك الحق يا كريم النوايسه ان تكون من إرث المدينه بل انت الأرث نفسه الذي يحمل في جعبته قصص من قصص النجاح (لصابونه او الى لفاف يديه وخشب ينصبه على اليد كأنما ينصبه طبيب العظام وربما يزيد ) ... ولست ببعيد عن مطلك الذي تزوره .. اربد والسلط ومعان وتزوره جباه الاردنيين التي تدرك وزن عطاءك في ساحات (الذين قست عليهم ظروف الاحوال وشدت عليهم مآزر الحياه ) فنسجت بطيبة الكرك والمزاريين كم نحتاج زمن لنجد قامه من قاماتك يا كريم .. سمعت الكثير من قصص النجاح ليديه وهي تجبر المكسور وتوقظ حراك الأنامل والدم الذي يسكن الجزء في كل مكان فرحت كثيراً ان بيننا .. رجل يهيم برائحة الكرك كما لو إنك في رحابة الماضي تستشف صوت كل القدماء في كلامه ..وتستشف كم للمزار من زوار بعيداً عن الأضرحه والصراخ .. والنجف وكربلاء الجديده .... كم زوار يأتون اليه فنشعر إن لنا حياه أخرى من زمن كريم النوايسه .. بارك الله بيديك وبارك الله بقامتك المطله بكل كبرياء وشموخ .. Monday, February 02, 2009

بقلم :صالح مفلح الطراونه

المصدر
http://www.shihannews.net/wrDetails.aspx?tp=1&id=409