غزة الجرح الندٌّي
17/3/2009
نص: نايف النوايسة
دعيني يا سيدتي
أحرر طيني من زوايا الركون
وأعـــبر من عيني إلـــى عينــي
دعيني أرسل خفقة القلب من
عين الصمود
إلى عين الرشيد.
*********
دعيني يا سيدتي
فالجرحُ النديّ على كف غزة
يرسل مكاتيب الغيث إلى عنواني
وأفرح لحمام الزاجل الذي
ملأ الأفق الغربي بلثغات الأطفال:
يلّه الغيث يا ربي
فيفور الدم من هناااااك في بحور غضبي
يفور في المراقي المقدسة غربا وشرقاً
يفور,
حين صارت غزة الروح
ملحاً وشوكاً
وإعصاراً مغرقاً
ويأتي الغيم داهماً
دخاناً..
لحماً مُشرْشراً على حبال الأسفِ..
جديلة تبحث عن صاحبتها..
دموعا تحكي,
ودماً يكتب على وجه الصمت لغة السؤالْ:
لماذا ؟
أمنْ طفولة تحتمي وراء البراءة
ندسّ الرؤوس في الرمالْ؟
أمنْ عجوز تصب صريخها في عيوننا
ندوس فينا همهمة الرجالْ؟
ونمضغ الصمتَ كالبلهاء,
الصمت والآزفة إذ أزفت
طوفانٌ بلا مقدمات..
لا سفينة نجاة في الأفق
ولا ملاذاً,
ولا جبلا يعصم أطفال غزة من صولجان
رب الجنود
وغربان اليهود.
*********
يا مدينة السماء, أراك بين النجوم,
توزعين الحلوى على الملائكة
بأكف الشهداء,
وأنا مُلقىً
على أرصفة الهوان
أتفلّى زمني الكالح بين
عين مطفأة وياء كليلة
أتهجّى أدعيتي
بعد أن سلمتُ أسلحتي لشيخ القبيلة.
وأنادي :
يا ربْ.
فتنهالُ عليّ أصابعُ الطفلاتِ المفرومةُ
بالضربْ
فأركض مخزياً من رفح إلى جباليا
أتوسل العيون الدامية
أناشد الأشلاء,
وعبث الطفولة
فلا أجد زاوية تحميني من هجمة النظرات الكاوية.
يا ويحي!! ماذا أقول للورد المتقصف في حضن الشجاعية
وحي الزيتون والشيخ رضوان وبيت لاهيا....؟
ماذا أقول لتلك الطفلة النائمة
على صدر أمها الشهيدة... ؟
هل أقول لها: ليس في كنانتي سوى تنهيدة؟!
يا ويحي من أعذاري القبيحة!!