محمد عضو متميز
عدد الرسائل : 111 تاريخ التسجيل : 27/02/2007
| موضوع: صباح الخير أيّها الشاعرُ الجمعة أبريل 17, 2009 12:21 pm | |
| صباح الخير أيّها الشاعرُ
بقلم : حكمت النوايسة
\" استدراك على ما رآه المعرّي في رحلته البغداديّ\" الشّمعةُ ذاتُها احترقتْ فبكى الشاعرُ تضحياتِها الجسامَ والسببُ ذاتُهُ فِراقٌ قال للشاعر : ابكِ فبكى والوجه ذاته نظر إليه الشاعر خائفاً فتذكّر فحولتَه العصيّةََ ومآثرَه الجمّةَ .. البِركةُ ذاتُها راكدةً وما الدّوائرُ فيها إلا حُصَيّاتٌ يرميها صبيٌّ مَلولٌ كلُّ شيءٍ على حالِهِ الماءُ آسِـــــــنٌ \" عُدْنا لنَحْصُدَ العَقِيْرَ \" [ مثلٌ من الحصاد : قِيلَ إنَّ فلاّحاً حصد قمحَه ، واستخرجَ غلّتَه ، لكنَّ الغلّة لم تكف لتسديدِ ديونه، فعاد من البيدر إلى الحقل يبحث عن شيء يحصُدُه ] الشّمعةُ ذاتُها ، والوجوهُ ذاتُها لا أتفاءلُ كثيراً لم يبقَ في مُعتَبَري دمعٌ ولا أتشاءمُ كثيراً وإنّما أدعو إلى البلاهة أنا وجاري ، وزملائي في المهنة ، وسائق الباص ، وعامل محطّة الوقود ، والممرّض في الفترة المسائيّة ، وشرطة المرور ، وبائعة العلكة ، وأبو العلاء المعرّي ... كلّنا نعرف أنّ غداً يشبه الأمس ... ونتفاءَلُ .. بقيَ منّا على قيد الحياةِ خلْقٌ كثيرٌ ... شيءٌ ما \" يطرح البَرَكَةَ \" فينا مما تذكّره الشّاعِرُ أنَّ ذلك الوجه السّماويَّ يشربُ الجيوشَ ، ويأكُلُها يزيلُ دُوَلاً ويُنْشِئُ دُوَلاً بتقاليبِ مِزاجِه والكرةُ الكبيرةُ التي تُسَمَّى الأرضَ لعبةٌ في أُنْمُلِ الوجهِ السّماوي تذكّر الشّاعرُ في آخِرِ الليلِ أنّه نسيَ نفسَهُ وكتَبَ قصيدةً لم يفْهَمْها على حافّةِ النَّصْلِ كان مُقيماً السُّهولُ وجهٌ شَعُورٌ ولسانُهُ مِقَصٌّ هكذا كانَ لا يعْبَأُ بما يَحُزُّ لحْمَهُ وعندما تراكمتْ أجزاؤُه أمامَه أدركَ أنَّهُ القتيلُ وراحَ يشْتُمُ بلا هَوادَة السّهولُ صارتْ فِخاخاً وهو الفريسةُ المقصودة -9- لم تَعُد الموسيقا لائقَةً ولا رائِقَة ولم يعُد الإيقاعُ ذا بالٍ ولمْ أعُد فاكِهَةَ الجلسَةِ قال هذا وهو يسرّحُ بصراً حسيرا في إيقاعٍ لا يفهَمُهُ -10- \" ليتَنِي كنتُ غبيّاً \" هذه العبارةُ التي يقود بها قريحتَه إلى المَدائح \" ما أكذَبَكُم ! \" هذه العبارةُ التي ينوي كلَّ مرّة أن يقولها للمُصَفِّقين \" ما أكذبني ! \" قال عندما ردَّد في نفسِهِ فَخْرِيّاتِه -11- يتَهَلَّلُ وجْهُهُ لكُلِّ النّاس ويَكْرَهُ النّاسَ كلّهُم -12- السّاعةُ الثانية عشرةَ صباحاً لنْ يقْرأَ الفنجان سيضعُ هذه التخطيطات على طاولته ناوياً الرّدّ عليها لكنّه سينسى لِ أَ نْ نَ [ العُودُ على مَطْلُوعِهِ ] وسوفَ يحيّرُهُ هذا المثل لأنّه لم يَرِدْ في \" المُستقصى \" | |
|