صالح عضو جديد
عدد الرسائل : 1 العمر : 61 تاريخ التسجيل : 15/04/2009
| موضوع: شاهد عيان السبت أبريل 25, 2009 3:09 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة انه تحضرني حالة شاهدتها وعايشتها مع احد الزملاء في العمل وله قصة ذات عبره وفائدة عظيمه واعتبر قصة زميلي هذا أنموذجا يجب أن يحتذى بها وألخصها بما يلي إن شاء الله تعالى : زميلي كان يبلغ من العمر خمسة عشر عام عندما قرر والده الزواج للمرة الثانية وفعلا تزوج والده ولم يطلق أم زميلي ولكن هجرها جملة و تفصيلاً ولم يقدم لهم أية معونات ماديه أو معنوية أو حتى لم يتواصل معهم إطلاقا , ولكون والدة زميلي من النساء الصابرات المحتسبات فلم تتفوه ببنت شفه أو تشكو حالها إلى احد وهي التي خلفت من الذكور ثلاثة ومن الإناث أربعة أكبرهم كان زميلي الذي يبلغ من العمر حينها خمسة عشر عام وقد قررت والدته أن لا تشكو أمرها إلا إلى الله سبحانه و تعالى , وفعلا نفذت قرارها فأخذ زميلي يعمل بعد المدرسة بأعمال تناسب عمره بدعم ومراقبه حثيثة من والدته كي لا ينحرف في المجتمع وهي أخذت تعمل بحرفة الخياطة للملابس وكانت النساء في الحي يخطن ملابسهن عندها ومن هذا المصدر كان دخل العائلة إضافة إلى ما يأتي به زميلي من دخل من خلال عمله , و استمرت السنوات تتوالى إلى أن وصل زميلي إلى سن الثانوية العامة وقد نجح فيها متفوقاً و الحمد لله ولكن لظروفه المادية فلم يتمكن من دخول الجامعة للدراسة وارتأى أن يواصل عمله كي يوفر دخل ليصرف على أمه و أخوانه وفعلاً كان ذاك ولكون أعمار الأخوة و الأخوات لزميلي متقاربة جدا فلا تكاد تفرق بينهم في الأعمار سنه أو سنتان فقط جاء بعده أخته التي أكملت بدورها مرحلة الثانوية العامية وقرر زميلي أن يدخل آخته للجامعة لتكمل دراستها وبعدها بعام واحد جاء دور الأخت الثانية ودخلت للجامعة وبعدها الأخ الثالث لدرجة أن زميلي مرت عليه مرحلة زمنيه يصرف على أربعة من إخوته و أخواته في الجامعة دفعة واحد ولكم أن تتصورا مدى الضنك و الضيق الذي كان يحيط به و يشعر به ولكنه توكل على الله وعقد العزم على أن يتم مشواره وهدفه النبيل في خدمة إخوته و أخواته وأمه واجزم انه ولله الحمد كان مواصلاً الليل بالنهار من اجل أن يوفر لهم احتياجاتهم اليومية و كذلك رسوم دراستهم وكتبهم ولبسهم الذي لم يكن في يوم من الأيام يقل جودةً عن لبس زملائهم في الدراسة بل كان يضاهيه أو يفوقه . استمر زميلي على هذا الحال إلى أن تمكن بفضل الله تعالى من إتمام تعليم إخوته و أخواته الذكور و الإناث في الجامعة جميعاً وكانوا متفوقين وبعد ذلك فقد يسر الله لهم التعيين في الوظائف كل على حسب علمه و شهادته . ولم ينسوا إخوته ووالدته هذا الجميل , فقد أصروا جميعا على أن أخاهم الأكبر يجب أن يتم تعليمه وكان هو لديه الرغبة في هذا الأمر فوافقهم ودخل للجامعة ليتم تعليمه وهم واصلوا مشوارهم و اخذوا يصرفوا عليه ويؤمنوا له معظم احتياجاته علماً انه تمكن من إيجاد عمل يستطيع أن يمارسه ويدر عليه دخل وهو على مقاعد الدراسة في الجامعة ومبرره في ذلك انه لا يريد أن يثقل كاهل إخوته وله وجهة نظره وهي أن إخوته كان لهم حق عليه وانه لا يحملهم جميل بما قدمه لهم من مساعدة عندما كانوا صغاراً ويقول لهم إنا أحاول أن اكفي نفسي و والدتي من خلال عملي المتزامن مع دراستي و انتم انتبهوا لأوامر حياتكم ومستقبلكم ولكن إذا احتجت أية مساعده فسأطلبها منكم , وهو يقول هذا الكلام كي لا يحرجهم أو يثقل عليهم , فهو على يقين أنهم بحاجة إلى رواتبهم من اجل تأمين مستقبلهم أكثر من ذي قبل . ولا يزال زميلي على مقاعد الدراسة فهو الآن في السنة الرابعة في الجامعة وسيتخرج في هذا الصيف بإذن الله تعالى. هذه قصة زميلي بشكل موجز وقد اختصرتها كثيراً ولكنكم إخوتي لكم أن تتصورا معاناة طفل ومنذ نعومة أظفاره و هو يعاني الأمرين اليتم من الأب الحي و الذي لايكترث به ولا بإخوانه و لا بأمه ومن مرارة العيش و تحمل المسئولية وهو طفل صغير . أرجو أن يكون في هذه القصة فائدة و عبره و عظه و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|