بوابة المقالات
في العنف المجتمعي
• نايف النوايسة
منذ فترة قليلة ومظاهر عنف بأشكاله تطفو فوق سطح مجتمعنا الأردني الذي نتغنى بأمنه وهدوئه ونتباهى بقيمه وخصاله العالية النبيلة، ويحتار اللبيب من أيها يبدأ، وإلى أيها يلتفت،وكثر الحديث حول هذه المظاهر وذهب إلى دراستها وتحديد أسبابها ووضع الحلول، لكنها على الرغم من كل ذلك نراها تتفاقم ويتسع مداها ويزداد خطرها وتهديدها لقواعد مجتمعنا وأساسات بنيانه.. وأقول بكل صراحة إن الأردنيين جميعهم مطالبون بمواجهة هذه الظاهرة لأن نتائجها المدمرة تضرّ بالجميع ولا ترحم أحداً..
وحتى تكون مؤسسات المجتمع المدني أمام مسؤولياتها تجاه هذه الظاهرة قمنا في شهر حزيران الماضي بتنظيم ندوة في الكرك عن العنف المجتمعي وتناولت بأوراقها تحليل هذه الحالة وقراءة الأرقام قراءة متفحصة دقيقة وتضمّن بيانها العديد من التوصيات المهمة.
واليوم نقف عند منعطف خطر إزاء حالة العنف من خلال الأرقام التي حملها إلينا زملاء من مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الإنسان بين يدي ورشة حوارية التقى فيها ثلّة من رؤساء الهيئات الثقافية والمجتمع المدني وبعض أعضاء هذه الهيئات للبحث في هذا الموضوع، ومناقشة الدلالات الخطرة في الأرقام المومأ التي تشير إلى تصاعد مؤشر العنف بكل أشكاله ولم تنفع معه محاولات المواجهة أو التهدئة.
واعتمد الزملاء في مركز الجسر العربي في دراستهم على الأرقام الواردة في التقارير الإحصائية لمديرية الأمن العام، وتشير هذه الأرقام إلى تصاعد حدة العنف على النحو التالي:
• ارتكاب جريمة كل إحدى عشرة دقيقة.
• ارتكاب جريمة جنائية كل ساعة وثلاث دقائق.
• ارتكاب جنحة كل ثلاث عشرة دقيقة.
• ارتكاب جريمة من جرائم الأموال كل ثماني عشرة دقيقة.
• ارتكاب جريمة مخلة بالآداب كل ست ساعات.
• ارتكاب جريمة مخلة بالسلامة العامة كل خمس ساعات.
أمام هذه الحالة التي ترصدها الأجهزة الأمنية بأرقام وإحداثيات لها دلالاتها على اتجاهات مجتمعنا والتغييرات التي طرأت عليه في العشر سنوات الأخيرة لا بد من مواجهة هذه الحالة بما يكفل صد مفرزاتها القبيحة حتى يعود الهدوء والاستقرار إلى مجتمعنا النموذج، وينبغي ألاّ نقف عند معالجة الآثار الناجمة فقط وإنما علينا البحث في الأسباب المؤدية إلى خلق هذه الحالة وتغذيتها وإدامة حِدّتها، ثم طرح الحلول الناجعة التي تكفل عودة مجتمعنا الأردني إلى صورته البهية كمان ألفناها نحن وألفها معنا ضيوف الأردن وأحباؤه.
وبين يدي البحث عن الأسباب أوجه ببعض الإضاءات التي أراها مناسبة لتقف كافة الهيئات ومؤسسات المجتمع المدني بوجه موجة العنف الطارئة وصدّها عن مجتمعنا الأردني، وهي : إيقاظ الأسرة الأردنية من سباتها العميق لتمارس دورها الأول في إعداد الجيل وصياغته وتوجيهه، إعادة قطار المؤسسة التربوية والجامعية إلى سكته التي انزاح عنها لتقوم هذه المؤسسة بدورها التأسيسي وتوظيف الطاقات المحبوسة عند الأجيال بما يوافق غايات الأمن الاجتماعي الأردني ويخلق حالة من الضبط الذاتي عند هذه الأجيال، توجيه الإعلام بكل أشكاله ليكون إعلاما حقيقياً وأن لا يحمل في داخله أي شكل من أشكال تهييج موجة العنف بقصد أو بغير قصد، الانتباه الى دور المسجد وأهمية رسالته، توظيف الطاقات الإبداعية الأدبية والفنية والرياضية بما يحد من صورة العنف التي تتشكل لأتفه الأسباب، تغليظ العقاب على الذين تنطوي نفوسهم على الرغبة في التخريب وهدم العلاقات وإشعال نار الفتنة، تأكيد سيادة القانون على الجميع ورفض الرشوة والمحسوبية والواسطة رفضا قاطعا حتى تتحقق العدالة ويكون المواطن عندئذ أمام مسؤولياته.
نشر في الرأي
Nayef_nawy47@hotmail.com
--------------------------------------------------------------------------------
بكل الفخر والاعتزاز تلقيت ثناء محترما من الكاتبة الأديبة منال القطاونة على مقالتي المنشورة في جريدة الرأي اليوم 23 ـ 9 ـ 2010 بعنوان في العنف المجتمعي وتنم الرسالة عن أخلاق عالية ومنهجية عميقة في التحليل والتعاطي مع الأزمة ، وأقول للكاتبة المحترمة : ان هذا المنبر يرحب بمساهماتك
مع الاحترام
نايف النوايسة
نص رسالة الكاتبة الأديبة منال القطاونة
الأستاذ الفاضل نايف النوايســــــــــة
كل الشـــــــكر والتقدير لقلمك
وأعجبني مقالك في الرأي حول العنف المجتمعي
بالفعل وضعت يدك على الجرح النازف وهو العنف
أبدعت وأجدت في أسلوب الطرح للقضية
ورغبت أن أضيف بأن :-
( فالأدوار الفاعلة لبعض المؤسســات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة مغيّبة مع الاسف.. والجهود ما زالت تنظـيرية لم ترتق الى حلول عملية جادة.. او إجراءات ايجابية تحد من مستوى هذه الظاهرة التي لها اثر سلبي في المجتمع وشكلت ذهولا من قبل الجميع " صعقنا وممن يعانون من أميّـة السلوك وأمّية الثقافـة ان جاز لي أن أصفهم بهذا الوصف.
أخيرا.. يجب وضع هذه الظاهرة في "حجمها الحقـيقي والواقعي" ونراجع أيضا الدور المطلوب من الإعلام بصوره المختلفة.. والدور المطلوب من الأسر والجامعات.. والمدارس ومجالـس الطلبة على وجه الخصوص.. ومؤسـسات المجتمع المدني.. والبيئة المجتمعية.. والمناخ التعليمــي وشــخصيات أساتذة الجامعات.. وأســلوب التدريس في مدارسنا .. .. لتوسيع إطلالة كل طرف على منجزات الطرف الآخر.. وللخروج من الإطار التنظيري والبدء بالتطبيق العملي المثمر.. كلها هذه المؤسسات ذوات أدوار أساسية وهامة يجب ان تعمل معا وبتـناغم واضح حتى يتسّـنى لها ان تعطي ثمارها من الأجيال الشـابة.المعطاء المتزنة.
ولا بد من تنظيم تشــــــريعات وبرامج ونشـاطات جادة تحت إشراف كوادر إشرافية مختصة في الجامعات والمدارس تســد فراغ الطلبة ذوو التحصيل المتدني وهم الأكثر شوقا للمشاكل كما أشار المختصون من قبل.. أيضا لا ننسـى "قادة الثقافـة" لهم دور مؤثر وفعال في هذا العصر في رســـم اتجاهات الشـــــباب وتعزيز إمكانات تأثيرها في راسمـي القرار السـياسي والاقتصادي.. حيث تمارس الثقافــــة دورا كبيرا في التأثير المباشـر وخاصة من خلال وسائل الاتصال المفتوحة على
مصارعها.
ودمت
منال القطاونه
المصدر : موقع الأستاذ الأديب نايف النوايسة
http://nayef.nawiseh.com/magalat/onfmojtamaey.htm